الجمعة، 11 ديسمبر 2015

أحمد بن عيسى وكتاب الأمالي




كتاب الأمالي
لأحمد بن عيسى بن زيد الحسيني ؒ
(تقريبًا 158 - 247 هـ)
بقلم: عبد النور بن الحسين

الإمام المحدث أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهم، أبو عبدالله، المختفي البصري.
روى عن علي بن عبدالله بن محمد بن عمر بن علي عن ابن إسحاق، وحسين بن علوان!.
وروى عنه جعفر بن مروان، ومحمد بن منصور المرادي.
ثناء العلماء عليه: قال صاحب كتاب «المجدي في أنساب الطالبيين»: روى الحديث وكان ذا فضل، ويروي أن أبا بكر وعمر، على خير.
وقال الإمام الذهبي: هو سيد العلوية وشيخهم.
قيل أنه بويع سرًا، ثم عجز وهرب، فلم يزل مستخفيًا إلى أن مات بعد دهر طويل من التواري. قيل: أزيد من ستين عاما.
قال ابن حمدون: كان أحمد بن عيسى بن زيد بن علي بن الحسين بن علي من أفاضل العلويين، وبقي في الاستتار ستين سنة، فلما قام المنتصر وأظهر الميل إلى العلوية أراد أن يظهر فاعتل وتوفي بالبصرة؛ فبينا هو في استتاره مر به رجلان قد تلازما، فطالب أحدهما صاحبه بمائة دينار دينًا له عليه: والرجل المطالب معترف فهو يقول: يا هذا لا تمض بي إلى الحاكم، فإني قد تركت في منزلي أطفالاً قد ماتت أمهم لا يهتدون لشرب ماء إن عطشوا، فإن تأخرت عنهم ساعة ماتوا، وإن أقررت عند القاضي حبسني فتلفوا، فلا تحملني على يمين فاجرة، فإني أحلف لك، ثم أعطيك مالك، وصاحبه يقول: لابد من تقديمك وحبسك أو تحلف، فلما كثر هذا منهما إذا صرة قد سقطت بينهما ومعها رقعة: يا هذا خذ هذه المائة الدينار التي لك قبل الرجل ولا تحمله على الحلف كاذبًا، وليكن جزاء هذا أن تكتماه فلا يعلم به غيركما، ولا تسألا عن فاعله، فسرا جميعًا بذلك وافترقا، فبدأ الحديث من أحدهما فشاع، فقيل: فمن يفعل هذا الفعل إلا أحمد بن عيسى؛ فقصدوا الدار لطلبه فوجدوا آثارًا تدل على أنه كان فيها وتنحى، وهرب صاحب الدار فأحرقت.
من آثاره:
* أمالي أحمد بن عيسى، ويسمى بـ« بدائع الأنوار في محاسن الآثار»، ويعرف بـ«علوم آل محمد ص»، وبـ«جامع محمد بن منصور».
والكتاب هو من مجاميع تلميذه محمد بن منصور المرادي وليس تأليفا لأحمد بن عيسى، ولذا غلبت تسميته بالأمالي.
قال عنه السيد الإمام محمد بن إبراهيم الوزير: هو أساس علم الزيدية ومنتقى كتبهم ويذكر فيه الاسانيد.
ولعل من سماه بكتاب: «بدائع الأنوار في محاسن الآثار»، هو الإمام الزيدي عبد الله بن حمزة  وقد  أشار إلى هذا في كتابه «شرح الرسالة الناصحة».
وطبع الكتاب قديما باسم العلوم، وطبع مؤخرا مع تخريجه الذي اشتهر باسم: رأب الصدع، وفي كلا الطبعتين سقط منه القسم الأخير المتعلق بباب العقائد.
وفي هذا الكتاب الكثير من الروايات الحديثية، ورجال الكتاب لهم تراجم في بطون كتب الرجال، إلا أن العناية قليلة جدا به وهناك عزوف تام عنه من القدم والحاجة ماسة لدراسة دراسة علمية.
فائدة: ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (1/127) فقال: أحمد بن عيسى بن زيد له كتاب الصيام روى عن حسين روى عنه محمد بن منصور الكوفي. انتهى.
زاد ابن حجر  في اللسان (1/571) فقال:  وهذا هو الخشاب.
قلت: وهذا وهم فليس هو الخشاب بل هو العلوي.
فائدة أخرى: ترجم لأحمد بن عيسى صاحب «تاريخ أصبهان» وذكر أنه يكنى بأبي طاهر، وأنه قدم أصبهان توفي بها في خلافة الرشيد.
وأبو طاهر هذا هو غير أبو عبد الله المترجم له هنا فليتنبه، وكلاهما من مشايخ محمد بن منصور المرادي راوي الأمالي.
فائدة في ترجمة جامع الأمالي: هو الحافظ محمد بن منصور بن يزيد المقري المرادي الكوفي أبوجعفر (تقديرًا 150 - 290 هـ) من مشاهير المحدثين في العراق، روى عن القاسم الرسي وأحمد بن عيسى، والحسن بن يحيى، وعبد الله بن موسى، وحسين بن نصر المنقري، ومحمد بن جميل، وعباد بن يعقوب أظنه الرواجني، والزبير بن بكار، وأبي الطاهر أحمد بن عيسى، وعلي بن حكيم الأودي وخلائق غيرهم .
وعنه الناصر الأطروش وأبو زيد بن عيسى بن محمد العلوي، وعلي بن ماتي، وغيرهم.
وثقه الإمام الدارقطني. انظر: سؤالات الحاكم للدارقطني (ص134).
له من الأثار: كتاب الذكر(ط)، وكتاب أمالي الإمام أحمد بن عيسى، وكتاب المناهي (خ).
قال الجنداري: له اثنان وثلاثون كتاباً، وهو جامع تفسير غريب القرآن لزيد بن علي بإسناده.
انظر: تاريخ أصبهان (صـ111)، تاريخ الإسلام (12/18، 18/61)، الوافي بالوفيات (2/471)، مقاتل الطالبيين (صـ399)، جمهرة أنساب العرب (صـ56)، المجدي في أنساب الطالبين، التذكرة الحمدونية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق